الدوافع التي تفرض علينا مزاولة العمل
قبل أن نتحدث عن أنواع العمل ربما يكون من الأفضل أن نستعرض بعض الدوافع التي تقودنا أو تفرض علينا مزاولة العمل ، ويمكن للقارئ الكريم أثناء استعراضه لهذه الدوافع أن يحاول التفكير في الوضع النفسي والاجتماعي لأحد الأشخاص من أقاربه أو أصدقائه ممن يزاولون أي عمل ويقارن ذلك بوضع أحد الأشخاص الآخرين الذين ليس لديهم أي عمل أو بالأحرى لا يبذلون أي جهد في سبيل البحث عن عمل . هذا الاستعراض وهذه المقارنة ربما تساعد في وضوح الصورة وتبرز أهمية الإصرار على مزاولة أي عمل شريف مهما كان الثمن . نعود إلى موضوع الدوافع التي تفرض علينا مزاولة العمل فنقول أن من أهمها :
1- متطلبات الحياة :
الحياة في الوقت الحاضر ليست كما مضى ، الوقت كما ذكرنا سابقا يمر بسرعة ، ومتطلبات الحياة الآن تختلف اختلافا كليا عمَّا سبق. في الماضي كان الدخل المادي البسيط لأحد أفراد العائلة يكفي جميع أفرادها بل ويتعدى ذلك في بعض الأحيان ليشمل بعض المحتاجين من الجيران . يجب أن ندرك أن الوضع الآن قد تغير ، حيث إن العائلة الواحدة في الوقت الحاضر ربما يكون لديها أكثر من دخل مادي واحد ولكن على الرغم من ذلك فإن بعض أفراد هذه العائلة يعانون في أكثر الأحيان من صعوبة مواجهة متطلبات الحياة . وهذا الوضع بصفة عامة يعتبر من أهم الدوافع التي تجعل الشخص يبحث عن عمل ليساعد نفسه أولا ثم يساعد في تحسين الوضع الصعب الذي تعاني منه عائلته .
2- الحالة النفسية للفرد وتأثير ذلك على بقية أفراد العائلة :
لا يخفى على أحد مدى تأثير الوضع الوظيفي على الفرد ومن ثم على أفراد عائلته . وإذا نظرنا إلى أي شخص لا يزاول عملا أو أنه لا يبذل أي مجهود في سبيل الحصول على عمل نجد أنه غالبا ما يعيش في حالة نفسية سيئة ، وربما يحاول في فترات مختلفة أن يعالج هذا الوضع بأن يوحي إلى نفسه أنه في وضع طبيعي ( قسمة ونصيب ) ، وهذا الإيحاء هو ما يسمى في علم النفس بـ (حالة الإنكار). لكن يجب ألاَّ ننسى أن هذا الفرد مهما نجح في الهرب من وضعه النفسي الصعب فإنه بذلك لن ينجح في إيقاف التأثير النفسي السلبي على بقية – أو غالبية – أفراد عائلته .