رئيس جماعة تيوغزة بسيدي إفني يتراجع عن قراره بإقالة ثلاثة من نوابه بالجماعة

تراجع رئيس جماعة "تيوغزة" بإقليم سيدي إفني، عن قراره السابق بإقالة ثلاثة من نواب الرئيس وكاتب المجلس من مهامهم، وذلك على إثر الخلاف الحاد الذي ظهر للعلن بين مكونات الأغلبية المسيرة منذ أشهر عديدة، وخلال أشغال الدورة التي حضرها عدد من أنصار الفريقين ورئيس دائرة سيدي إفني وقائد قيادة ميراللفت، حاول الطرفان المتخاصمان إعادة الأجواء الحميمية بينهما بتبادل رسائل الغزل السياسي، كما حاولا تجنب الاصطدام المباشر مجددا بينهما باستثناء بعض لحظات التوتر التي تعالت فيها الأصوات، وتم احتواءها بسرعة قبل أن تتطور إلى مستوى أكبر.

وكان لحسن المقدم،رئيس الجماعة، قد أكد في تصريح إعلامي سابق بأن "قرار الإقالة لا رجعة فيه"، وأنه "مستعد لتحمل تبعاته وعواقبه على اعتبار أنه يصب في مصلحة الجماعة"، لكن الأحداث التي تلت تصريحه لإحدى الجرائد الوطنية وتوجت الموقف الميداني بزعزعة الأغلبية الجديدة عبر اختفاء بعض المستشارين الجماعيين عن الأنظار إلى أن حان موعد الدورة بدقيقة واحدة، وتطور الأمر إلى صراع قبلي بين المكونات الأساسية بالجماعة (قبيلة آيت النص، قبيلة آيت إعزا، قبيلة آيت إخلف) فرض على الأطراف المتصارعة إيجاد حل توافقي يقضي بتأجيل نقطة الإقالة إلى دورة لاحقة، دون تحديد أي سقف زمني لإعادة برمجتها على المديين المتوسط و البعيد، وهو ما يعني – حسب عدد من المتتبعين- إقبارها إلى الأبد، والرضوخ لضغوطات السلطة الإقليمية التي نزلت بثقلها على الطرفين ومنعت التصدع في أكبر مجلس قروي بالنفوذ الترابي لعمالة سيدي إفني.
وفي هذا السياق، علل الرئيس قراره بالتراجع عن الإقالة، بأن "قرار التأجيل والذهاب لوجهة المصالحة، اتخذ منحى خطيرا في آخر لحظة، وكاد أن يؤدي إلى تقسيم الجماعة إلى ثلاثة أقسام ويجرها نحو القبلية"، مضيفا في تصريح "للجريدة" بأنه "لا يمكننا الاستمرار وراء قرار من هذا النوع، رغم أن الهدف من وراءه كان هو الإصلاح، فالأولى أن نحافظ على الاتحاد والتضامن فيما بيننا وأن نتشبت بالخطأ"، ورغم أن الرئيس نوه بالدور الذي قام عامل الإقليم في هذا الصدد، نفى الرئيس "وجود أية ضغوطات" عليه للتراجع عن القرار، وكل ما هنالك – يقول المتحدث- "أننا استشعرنا أن التشبت بهذا القرار رغم الأغلبية العديدة المتوفرة لدينا، فسوف نضيع في متاهة العنصرية والتفرقة وهذا أمر لا نريده لجماعتنا"، مضيفا في كلمته بدورة الإقالة، بأنه "الاعوجاج لا بد من تقويمه، لأن السكان ينتظرون منا النتائج والحضور الدائم والمتواصل والنزول إلى الميدان، والعنف لا يولد إلا العنف، كما أن تقليد المناصب لا يشفع لأي واحد منا القيام بما يريد، لأن الإنسان ليس معصوما عن الخطأ، والمصيبة الأكبر هي التمادي في الخطأ".
من جهته، أوضح رئيس دائرة سيدي إفني، بأن السلطة المحلية اضطرت للبحث عن مزيد من عناصر الأمن، واتصلت بوكيل الملك، كما رابطت بمواقع قريبة بمحيط لجماعة، مخافة حدوث انفلاتات غير محسوبة العواقب، مشيرا في كلمته التي ألقاها بالمجلس بعد تأكده من تأجيل النقطة الخلافية إلى أجل غير مسمى، بأن "الفتنة نائمة ولعن الله من أيقظها"، ومؤكدا على "الدولة لا بد أن تقوم بواجبها في الأمن، على اعتبار المؤشرات التي سبقت الدورة كانت خطيرة جدا"، نافيا بدوره حصول أي ضغط على الرئيس للتراجع عن قراره وقائلا بأن "عملية الصلح قد تفسر بأنها جاءت نتيجة ضغوطات معينة، ولكن نحن ننآى بأنفسنا عن الضغط"، ومضيفا "أننا نريد توظيف البعد الإنساني، لأن هذا النوع من الاختلاف لا يشرف الجماعة، وقد قدمتم مادة حيوية للإعلام فأصبحنا حديث العام والخاص".
كما أكد ممثل السلطة الإقليمية على أن المجلس "ليس مكانا للشعبوية والإقليمية والقبلية الضيقة، لأن السكان الذين منحوكم تفويضا بتسيير شؤونهم منذ اليوم الأول لانتخابكم، لا ينتظرون منكم هذا النوع من الصراعات والتخندقات، كما أننا لستم في دول الموز – يقول المتحدث- ولا في الزيمبابوي أو جنوب إفريقيا، ولستم في لبنان التي تتدخل فيها أطراف لها أجندة خارجية، بل نحن جميعا في بلاد حكمها القانون، وأعمال العقلاء منزهة عن العبث، وما وقع فيه نوع من المكاشفة بين الطرفين"، وتمنى ممثل السلطة المحلية أن لا يكون هذا التأجيل "تكتيكيا"، ويريده قرارا "استراتيجيا يضع حدا للخلافات، والحقيقة المطلقة لا يقولها إلى الإنسان الأحمق أو الطفل الصغير".

تيوغزة - محمد الشيخ بلا

» رئيس جماعة تيوغزة بإقليم سيدي إفني سيقيل ثلاثة من نوابه في دورة أكتوبر الجاري
» الإتحاد الإشتراكي مهدد بفقدان مقعده البرلماني بسيدي إفني
» جمعية المجازين المعطلين تغلق الباب الرئيسي للعمالة بسيدي إفني وتحاصر من قبل القوات المساعدة
» جمعية المجازين المعطلين تغلق الباب الرئيسي للعمالة بسيدي إفني وتحاصر من قبل القوات المساعدة
» حرائق بغابات أيت الرّخَا بسيدي إفني وَوِجَّان بتيزنيت تستنفر عناصر الوقاية المدنية والسلطة تجند السكان