جندت السلطات المحلية بجماعة سيدي عبد الله أوبلعيد بإقليم سيدي إفني أول أمس الثلاثاء سكان عديد من دواوير قيادة أيت الرخا، نُقلوا بشكل جماعي على متن شاحنات (pik-up) وذلك للتصدي لحريق نشب في غابة الأركان بأكنِي نْتُورْغْتْ جنوب الجماعة وعلى الحدود مع جماعة بويزاكارن بإقليم كلميم. حيث التهمت النيران التي اندلعت منذ الساعة الثامنة صباحا ـ حسب شهود عيان ـ ...
مساحة خمسة عشر هكتارا من مختلف الأعشاب الجافة خاصة نبتي الدغموس والشحيح، كما أتى الحريق على عشرين شجرة أركان على الأقل، وعشرة أشجار العرعار. ونظرا لوعورة المسالك الجبلية بالمنطقة لم يتمكن رجال الوقاية المدنية لكل من الثكنتين الإقليميتين لسيدي إفني وكلميم من الوصول إلى موقع الحريق بشاحناتهم المصهرجة والمزودة بالمضخات فاكتفوا بالسير على الأقدام محملين على ظهورهم بمضخات يدوية كما استعانوا بوسائل يدوية لإخماد النيران. وكان إلى جانب هؤلاء عناصر من القوات المساعدة ومن الدرك الملكي ومن مصالح المياه والغابات. وحسب مصادر الأحداث المغربية، فقد استمرت المعركة مع ألسنة اللهب إلى الخامسة مساء (تسع ساعات متواصلة) لم يتسنى خلال مدتها للسكان وعناصر الأجهزة الرسمية الخلود إلى الراحة ولا لتناول أي غداء.
وفي نفس السياق شب حريق آخر بأحراش جبل كَافُو بنفس الجماعة وفي تزامن مع الحريق الأول على مساحة كيلومترين مربعين، على بعد حوالي سبع كيلو مترات من موقع الأول، تمكن سكان المنطقة من إخماده قبل وصول رجال الوقاية المدنية والانخراط معهم في مواجهة ألسنة اللهب.
كما اندلع حريق آخر صباح أمس الثلاثاء بدوار أسَاكَا أُوبْلاَغ جماعة وجان بإقليم تيزنيت، انطلق من محاذاة الطريق الإقليمية المتوجهة إلى تافراوت، وانتشر في مساحات تشتمل على حشائش جافة وخفيفة تمكنت عناصر الوقاية المدنية لثكنة تيزنيت التي وصلت إلى موقع الحريق بسرعة نظرا لموقعه قرب الطريق المذكورة.
يذكر أن موجة من الحرارة المرتفعة تجتاح إقليمي تيزنيت وسيدي إفني هذه الأيام من حين لآخر وصلت في بعض المواقع إلى أزيد من 40 درجة حرارية، يسهل معها اندلاع الحرائق في الأعشاب لأبسط الأسباب المحفزة لذلك من قبيل تواجد قطع زجاجية بين الحشائش أو هبوب رياش الشركي الساخنة. وخلفت هذه الحرائق خسائر في الغطاء النباتي الغابوي واضطرت مصالح الوقاية المدنية بتيزنيت على الخصوص خلال شهري يونيو ويوليوز المنصرمين إلى طلب الدعم الجهوي من أكادير لمصارعة حرائق تجاوز عددها ومساحاته كل الأرقام التي سبق أن سجلت بالإقليم خلال السنوات السابقة. فقد خاض رجال هذه المصالح معارك ضد ألسنة اللهب لإنقاذ مئات الهكتارات من غابات الأركان والخروب واللوز والنيتون، وأحيانا لمنع النيران من تهديد دواوير بأكملها بالترحيل، وقع ذلك بكل من دوار تُوديد بالجماعة القروية أملن بدائرة تافراوت، وبدوار تَبْرْكَالت بالجماعة القروية تهالة بدائرة تافراوت كذلك، وبدوار أيت ابراهيم أيوسف بالجماعة القروية لأربعاء رسموكة، وبمنطقة بوكريز بالقرب من دوارين إدعيس والأنزاض بدائرة أنزي. كما أطفأ رجال الوقاية المدنية بتيزنيت مجموعة من حرائق اندلعت في نفس الوقت وفي مواقع متفرقة بالإقليم كما وقع في الغابة المحادية لطريق أكلو بالقرب من دوار تدوارت وبدوار أيت إحيا بجماعة أيت احمد بدائرة أنزي وبدوار إمجكاكن بالجماعة القروية لتزروالت وبدوار إداكاكمار بدائرة أنزي. ونفس الشيء وقع بكل من دوار أيت واخفين بالجماعة القروية تيزغران وبدوار إد بومحمد تساونت بجماعة تيغمي.
محمد بوطعام
الأحداث المغربية
الاثنين 9 غشت 2010