كان ذلك سنة 1997 يوم التحقت بالطور الإعدادي قادماً من البادية نحو المدينة ، كنت على وشك الإنقطاع عن الدراسة على غرار معظم أبناء قريتي الصغيرة لكن حصولي على المنحة حال دون ذلك ، توجهت مع أبي إلى نيابة التعليم بتزنيت لننظر في أمر المنحة ، دخل أبي إلى مبنى النيابة فيما أنا بقيت بالخارج لا أكف عن الدعاء لعلي أكون من المحظوظين ، بعد هنيهة خرج أبي و علامات البشرى بادية على محياه ، كنت من بين الأربعة المحظوظين في مدرستنا ، كنا ثلاثة تلاميذ جمعتنا الدراسة منذ ذلك الحين إلى حين حصولنا على الباكالوريا و تلميذة واحدة ستصبح فيما بعد إحدى بطلات الأحداث الساخنة سواء بالإعدادي أو الثانوي ، تلك الأحداث التي نحب أن نتحدث عنها فيما بيننا نحن التلاميذ فننصت بإمعان إلى الحاكي الذي يأتي بخبر جديد حول هذه الفتاة أو تلك ، أتذكر اليوم الأول الذي التحقنا فيه بالداخلية لم يكن بالطبع يوما عاديا ، رجونا آباءنا أن يمهلونا ولو لأيام معدودات لكن هيهات هيهات ، فاستسلمنا للأمر الواقع ، فبعد إنجاز جميع الوثائق و دعنا آباءنا مستعدين لولوج عالم جديد سيغير مجرى حياتنا بالكامل ، أتذكر الحارس العام للداخلية ذو البطن المنتفخة أكثر من اللازم ، و المزاج السيئ في معظم الأحوال ، في أول لقاءٍ لنا به دعانا بالنعاج حيث خاطب أبي قائلا بالأمازيغية : " قنْْ تِهْرايْ نا دَرْ اسْتْماتْسْنت " إلحق تلك النعاج بأخواتهن ، إشارة منه للتلاميذ الآخرين المركونين بإحدى الساحات قبالة مكتبه ، أول ما نصحنا به التلاميذ الأقدمون بالداخلية هو حفظ لوحة ترقيم سيارة الحارس العام رونو R 18 فما زلت أحفظها حتى الآن 2/6/1067 ، نحفظها ليسهل علينا التعرف عليها في الشارع لئلا نتعرض للعقوبة بمجرد رأيته لنا في الشارع كان لا يحب أن نخرج ، فما عليك سوى أن تبقى حبيس أسوار الداخلية .
e]]يتبع[/b]