فشل جائزة الحاج بلعيد للموسيقى بتيزنيت لسنة 2010

أعلن أخيرا في تزنيت عن وفاة جائزة الحاج بلعيد للموسيقى والتي وصلت إلى نسختها الثامنة بحلول سنة 2010 في عمر لايناهز ثمان سنوات، ولم تكن الوفاة عادية بل نتيجة لعدة عوامل أرغمت الجائزة على لفظ أنفاسها الأخيرة وهي تتنقل بين مركبات مدينة تزنيت والجماعة القروية اكلو ،وحسب شهود عيان فإن من بين هذه الأسباب الطاقم الذي عهد إليه مهمة...

التنظيم ،فمهمة الاستقبال وتنظيم المواعيد وتوزيع الصدريات منحت لإحدى المبتدئات في مجال المهرجانات ولم تكن تفرق بين الزائر والمشارك والصحفي والباحث والمهتم وحتى المتطفل على الدورة ،والدليل على ذلك عدم توفرها صبيحة الافتتاح الرسمي حتى على ورقة الحضور وفضلت وضع الصدريات في كيس من البلاستيك الشفاف وتوزيعها ب " التخبية " ،والغريب في الأمر أن الحضور لم يكن بتجاوز العشرين شخصا أغلبهم من اللجنة المنظمة ومن القناة الأمازيغية ليبقى الحضور الحقيقي لايتعدى خمسة ،ومما أثار انتباه الزائرين الخمسة هو غياب التنسيق بين أعضاء اللجنة المنظمة والمبتدئة المتواجدة بمكتب الاستقبال ،حتى أن أجوبتها عن الاستفسارات الموجهة إليها لاتنم عن وعي حقيقي بحجم الدور المسند إليها بحيث كانت أجوبتها مليئة بالسخرية والتهكم فالسؤال العادي الذي يطرحه كل زائر " واش بديتو" تكون إجابتها " آش بان ليك نتا"،حتى أنها لاتعرف حجم الاسم الذي تحمله المسابقة التي أصبحت مع توالي الدورات وللأسف الشديد تعرف نوعا من التسيب في التنظيم وربما السبب واضح وهو أن المكلفين بها أصبحوا يوزعون المناصب الخاصة بالتنظيم على معارفهم وأحباباهم ومن يستهويهم بغمزاته ونبراته ،وبالتالي ضاعت الدورة وضاع معها الحاج بلعيد وضاعت الثقافة الأمازيغية والدليل على ذلك هو أن المبتدئة في مجال التنظيم مكلفة بالاستقبال والتنظيم والتنسيق وهي لاتتقن من اللغة الأمازيغية ــ حتى زفتاـ لقد كان أملنا كبيرا أن تعرف الدورة نجاحا نظيرا لبعدها الثقافي المتمثل في المحافظة على فن الروايس من خلال الدراسة والبحث الذي تخصص له النقابة حيزا مهما من خلال تسطير ندوات ومحاضرات ،ولبعدها الاجتماعي المتمثل في تكريم العديد من رواد الروايس ،ولكن كل ذلك ضاع مع دورة 2010 وخاصة بعد فشل يوم الافتتاح بحيث أجبر المنظمون الذي تترأسهم مبتدئة في التنظيم على تقديم بعض الفقرات وتأخير أخرى لأن الحضور كان قليلا ولأن الجميع يعرف ويعي أن الدورة إنما أقيمت لإرضاء المجلس البلدي الذي قدم دعمه لجائزة ربما قد لانتحدث عنها في السنوات المقبلة إذا لم يراجع المنظمون أوراقهم وفكروا ألف مرة في وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وليس المرأة غير المناسبة في المكان المناسب كما حدث مع المنسقة المبتدئة التي دخلت إلى عالم التنظيم كما يقال بـ ــ marche arrière ــ كناية على انها لم تكن الرؤية لديها واضحة المعالم لذا فكرت في توزيع الصدريات على من تعرف في الحافلة ،موصية سائق الحافلة على الحفاظ على الصدريات كأنها بذلك تواجه حجافل من الزوار والأمر عكس ذلك فالحافلة بحمولتها لاتتعدى 30 شخصا ، التي نقلت الوفد ــ المزغوب إلى زاويةالشرفاء الوكاكيين أهل العلم والشرف والعفة الذي دنست أرضهم يوم أن دخل أمثالها أرضهم الشريفة المقدسة ،ولعل تناولهم الغداء بداخلية الحسن الأول بأكلو لدليل على أن المجلس القروي وسكان الجماعة وأعيانها لم يعيروا للجائزة أي اهتمام وخاصة وأنهم معروفون بكرمهم الحاتمي وبمستواهم المعيشي المحترم لكون أغلبهم يرتاد المهجر ويأتي بالأورو ولايتاجر في المهرحانات ويسرق دراهم الشعب ،ومما أفاض كاس الفشل في التنظيم الغاء المائدة المستديرة حول موضوع :" وضعية ترويج الفن الأمازيغي " ولعل الحديث :" إذا أسندت الأمور إلى غير أهلها فانتظر الساعة " يعتبر درسا للمنظمين وليس المنظمة بصيغة المفرد المؤنث ،فالعمل يجب أن يكون متكاملا والمنظم وليس المنظمة يجب أن تتوفر فيه كل المواصفات لكونه يستقبل وليس تستقبل وينظم وليس تنظم لنفسه وإنما للزائر وخاصة للقادم من خارج المدينة ،وتقليد منصب لمنظمة مليئة بالعقد أولها استغلال سلطة افتراضية تتجلى في توزيع الصدريات ينم على أن الجائزة حكم عليها بالإعدام شنقا من طرف مؤسسيها،ولتحتفظ المنسقة المعقدة بصدرياتها في ذلك الكيس البلاستيكي البني إلى الجائزة المقبلة ،إن كانت بالفعل هناك سنة مقبلة.