قال الخليفة المأمون لعمه عبد الله بن الحسن وقد تقدمت به السن : ما بقي من لذائذك يا أبا علي ؟ فأجابه اثنان الأولى اللعب مع الحفدة والأسباط والثانية الحديث مع الصم البكم فقال المأمون : عرفنا الأولى فماذا عن الثانية فأجابه: قراءة الكتب فهي لا تزعجك بصوت ولا تجسس عليك بسمع ولا تتطلع عليك ببصر، من هذا القول سأقدم لكم تعريف لمصطلح "الأمي".
الأمي والأمية
نعرف الأمي كما في عرف العامة بأنه الإنسان الذي يجهل القراءة والكتابة،والأمي يبقى على ما ولدته أمه، من الجهل بالقراءة، والكتابة. وكما في كلام العرب قديما أو كما تطلق كلمة الجهل على الأمية، ويسمى الأمي جاهلا،والأمي الذي يجهل قواعد القراءة والكتابة.
تعريف الأمية ليس له معنى واحد متفق عليه من قبل الخبراء في جميع البلدان نتيجة للاختلاف في تحديد معايير التعليم والحد الأدنى من التعليم، إلا أن لجنة الأمم المتحدة للسكان اعتبرت في مطلع الخمسينيات الأمي ذلك الشخص الذي لا يستطيع قراءة عبارة مكتوبة بلغة من اللغات. وتعتبر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، "اليونسكو" الأمي ذلك الشخص الذي لا يستطيع أن يقرأ أو يكتب بياناً بسيطاً وموجزاً عن حياته اليومية ويعد أميا كل من تجاوز عمره سن القبول بالمدارس الابتدائية ولم يلتحق بها ولا توجد لديه المهارات الأساسية للتعلم التي تمكنه من القراءة والكتابة.
مفهوم الأمية
وقد أدى التطور في مجال العلم والتكنولوجيا إلى ظهور مفاهيم جديدة تتجاوز المصطلح التقليدية للأمية إلى تعريف الأمي في بعض البلدان بإنه ذلك الشخص الذي لا يجيد التعامل مع الكمبيوتر مثلا. وهناك ما يسمى بالأمية الثقافية، بل يطلق بعضهم عبارة ( أمية المتعلمين) وهي حالة أولئك الحاصلين على شهادات تعليم عام وربما تعليم جامعي ولكنهم مع ذلك لا يجيدون قواعد القراءة والكتابة الصحيحتين، كما ينبغي لأشخاص تجاوزوا هذه المرحلة، وهناك ما يسمى "الأمية التقنية" ويقصد بها غياب المعارف والمهارات الأساسية للتعامل مع الآلات والأجهزة.
تحياااااااااتي