lahoucine رسموكي ماسي
أوسمتي : أوسمتي : أوسمتي : عدد المساهمات : 769 نقاط : 6946 السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 05/10/2009
| موضوع: لمادا يجب على كل أمازيغي ان لا ينتمي لحزب الاستقلال ؟؟؟ الثلاثاء ديسمبر 15, 2009 5:21 pm | |
| مرة أخرى يظهر أن حــزب الاستقلال لازال ثابتا في بعض مواقفه بخصوص المسألة الأمازيغية، ووفيا لإرثه السلبي للحركة الوطنية في هذا المجال. لقد عرف خطابه نوعا من التحول بعد الاعتراف الملكي بالأمازيغية الذي جسده الخطاب الملكي بأجدير وإحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.. وهو تحول اضطراري، فرضته على هذا الحزب مجمل التغيرات الدولية وانعكاساتها على الموقف الرسمي للمغرب، لكن عندما يتعلق الأمر بمسألة جوهرية كترسيم الأمازيغية يكشف الحزب عن وجهه الحقيقي. الورطـــة: مناسبة هذا القول ما جاء في مداخلة عباس الفاسي، الأمين العام لحزب الاستقلال، في الدورة التاسعة للجامعة الصيفية المنظمة من قبل شبيبة حزبه، حيث قال: "إن حزب الاستقلال سيكافح لكي لا تكون الأمازيغية لغة رسمية". ولم يمر هذا التصريح، دون أن يترك وراءه ردود فعل استنكارية من طرف بعض مكونات الحركة الثقافية الأمازيغية، إذ رأت الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي في بيان لها، على سبيل المثال لا الحصر، أن مثل هذه المواقف والتصريحات المستفزة واللامسؤولة من شأنها أن تهدد السلم الاجتماعي والأمن الثقافي، مؤكدة أن ترسيم الأمازيغية هوية ولغة وثقافة إلى جانب اللغة العربية، يجسد الهوية المغربية والسيادة الوطنية ويقر التعدد والمساواة ويضمن تكافؤ الفرص، مما يؤهل، في نظرها، كل مكونات المجتمع للانخراط في التنمية الشاملة. وأمام تنامي ردود الفعل السلبية تجاه كلام عباس الفـاسي، سارعت لسان حال الحزب الناطقة بالعربية إلى "تصحيح" ما تناقلته بعض وسائل الإعلام وما صدر عن بعض الجمعيات وفاعلين مدنيين من مواقف مستنكرة لكلام الفاسي. وفي مقال في صدر الصفحة الأولى تحت عنوان "حزب الاستقلال والأمازيغية" أشار إلى "أن الأستاذ عباس الفاسي الأمين العام لحزب الاستقلال أدلى في معرض مداخلته في الجامعة الصيفية للشبيبة الاستقلالية برأيه الشخصي مؤكدا أنه لا يمكنه أن يكون ضد دسترة اللغة الأمازيغية، وأن من المفترض أن تستوعب المراجعة الدستورية المرتقبة هذا الإصلاح مع مطالب دستورية أخرى، وزاد في التوضيح حينما دقق في هذا المطلب بأن دعا إلى دسترة الأمازيغية كلغة وطنية، وليس كلغة رسمية لأن دستـرة أكثر من لغة رسمية في الدستور المغربي تعني دستـرة تشتت المدرسة الوطنية علما بأن هذا الموضوع سيحال على المؤسسات التقريرية لحزب الاستقلال التي ستتخذ الموقف المناسب منه". ومن هذا المنطلق نسجل بعض الملاحظات التي يمكن أن يثيرها توضيح الحزب الاستقلالي: ـ التأكيد على أن ما جاء في مداخلة عباس الفاسي، الأمين العام لحزب الاستقلال، هو مجرد موقف شخصي وبأن موضوع دسترة الأمازيغية سيحال على المؤسسات التقريرية للحزب التي ستتخذ الموقف المناسب. ـ دسترة أكثر من لغة رسمية في الدستور تعني تشتت المدرسة الوطنية، ـ وصف ردود الفعل ضد كلامه بـ"المتطرفة" التي لا تخدم في شيء النقاش الوطني الحر، المثمر الذي يجب أن يميز تعاطي المرحلة مع موضوع بالغ الأهمية كما هو الشأن بالنسبة للقضية الأمازيغية. ـ التأكيد على أن الحزب لن يرهن موقفه بردود فعل بعض المجموعات المتسرعة، بل سيتفاعل مع موقف الأغلبية من الشعب على اعتبار أنها ملك لجميع المغاربة رافضا أن تخضع للمزايدة. التنـــــاقض: الظاهر أن هذا التوضيح يتضمن مجموعة من التناقضات، إذ يؤكد من جهة أن كلام الفاسي هو شخصي، ومن جهة أخرى يبقي على جوهره بخصوص معارضته لترسيم اللغة الأمازيغية، كما أنه ينعت مواقف بعض الأطراف المختلفة مع ما جاء في مداخلة الفاسي بالمتشنجة وبعض ردود الفعل بالمتطرفة، في حين نجده يبدي رغبته في نقاش حر، مثمر في موضوع بالغ الأهمية كما هو الشأن بالنسبة للأمازيغية، غير مبال بموقفه الأكثر تشنجا وتطرفا.. والأكثر من هذا وذاك أن التوضيح المذكور يؤكد بأن الحزب سيتفاعل مع موقف الأغلبية من الشعب الذي يتشكل في قاعدته من الأمازيغيين!! والحقيقة أنها ليست المرة الأولى التي يدلي بها الفاسي بمثل هذا التصريح، فقد سبق له أن صرح في برنامج "حــوار" في القناة الأولى عام 1998 بأن حزب الاستقلال لا يقبل أن تدمج الأمازيغية في المدرسة الوطنية حفاظا على وحدتها، كما سبق له أن أكد نفس الكلام، وأكثر، في حوار مع يومية "الأحداث المغربية"، حيث قال ردا على سؤال حول دسترة اللغة الأمازيغية: "في الواقع هذا مطلب غير واقعي، لأن دسترة الأمازيغية ستطرح إشكالا، حيث ستكون الدولة مضطرة إلى اعتماد ازدواجية اللغة بشكل رسمي، فتصبح الأمازيغية في برامج التعليم، في وسائل الإعلام، في الحياة العامة، في الإعلانات، في الطرق وفي كل مكان. ستكون إذن لغتان، في كل شيء وفي كل مجال، إن من يطالب بدسترة الأمازيغية يسيس القضية، ويطالب بشيء مستحيل اليوم. لكن بالمقابل نجدد التأكيد على حق كل المغاربة في الاطلاع على الثقافة الأمازيغية وتعلم اللغة الأمازيغية، ومن الممكن، بعد عشر أو عشرين سنة أن نطرح موضوع دسترة اللغة الأمازيغية، ولهذا أقول إنه يجب أن تبقى العربية هي اللغة الرسمية في المغرب، وتحافظ الأمازيغية على مكانتها كلغة وطنية". الإرث: ظل حزب الاستقلال، تاريخيا، يتجاهل الاعتراف بالحقوق الثقافية واللغوية المرتبطة في شقها بالأمازيغية، إذ حرص على الوفاء لطروحاته التقليدية معتبرا الأمازيغية عامل تشتت وتفرقة، ومصرا على ثنائية "العروبة والإسلام" كمكون للهوية الوطنية، ومدافعا عن الامتداد العربي الإسلامي للمغرب، وناعتا الأمازيغية بكونها مجرد لهجات وأهازيج لا ترقى إلى مصاف اللغة، ومتشبثا بالعربية كلغة رسمية دون غيرها، بل أكثر من ذلك يدافع عن تعميمها في كل المجالات عن طريق التعريب وتعريب المحيط.. إلخ. وتأسيسا على ذلك يمكن تسجيل بعض المحطات الهامة التي ميزت حزب الاستقلال عن غيره من الأحزاب في التعامل مع المسألة الأمازيغية. ـ مناهضة تأسيس الحركة الشعبية التي حملت في البداية لواء الدفاع عن البادية والأمازيغية، ـ الخروج الجماعي لأهل سوس من الحزب الفاسي والتحاقهم بالاتحاد الوطني للقوات الشعبية إثر الانشقاق الذي عاشه حزب الاستقلال، ـ الدعوة إلى تعريب الحياة العامة كأسلوب لمحو الثقافة الأمازيغية وتجلياتها تحت ذريعة محاربة مخلفات الاستعمار الفرنسي!! ـ تأكيد علال الفاسي، الأب الروحي لحزب الاستقلال، في إحدى محاضراته عام 1972 بأن "العربية ستبقى لغة الاتصال بين جميع الفئات المغربية، ونحن لسنا ضد اللهجات البربرية، فهي ما تزال حية متعددة يتحدث بها أصحابها، ونحن لا نمانع في إحداث كرسي بالجامعة المغربية إذا أراد أصحابها ذلك". ـ التوتر الذي ساد إحدى المجالس الحكومية بين محمد الدويري والمحجوبي أحرضان حول مسألة تعريب التعليم، مما جعل بنهيمة وزير الداخلية في حكومة أحمد عصمان في أواخر السبعينات،بناء على تعليمات ملكية، كلف محمد شفيق، مدير المعهد المولوي آنذاك، بانجاز تقرير في الموضوع، وهو التقرير الشهير الذي عنونه شفيق بـ"ضرورة العناية باللغة الأمازيغية . | |
|