بسم الله الرحمن الرحيم
تحية طيبة وبعد،
إن تقييم النتائج المحصلة خلال العقود الماضية يبين بوضوح القصور الذي تعاني منه اليوم جماعة أربعاء رسموكة في مواجهة التحديات الملحة السياسية والاقتصادية و الاجتماعية والثقافية و التكنولوجية والتي تفرض نفسها بشكل يتزايد حدة يوما بعد يوم.
فعلى المستوى السياسي فالاستحقاقات الانتخابية تفرز نخبا هجينة لا ترقى لمستوى التحديات المطروحة حيث أنها تفتقر للمؤهلات والآليات الفكرية الإبداعية الضرورية مما يجعل تدخلاتها الميدانية لا تزال غير كافية و شكلية، لم تترجم فعليا إلى مجال الممارسة بالقدر المنشود باعتبار أن فجوة كبيرة توجد بين الوعود الانتخابية و بين الممارسة و الواقع.
وعلى المستوى الاقتصادي فان وتيرة النمو تظل متواضعة وهي وتيرة لا تفي بالرغبة في تدارك تخلف الجماعة، بل إن هذا الركود أصبح عقبة حقيقية أمام تنميتها الاجتماعية و الثقافية، بحيث ظلت مناطق شاسعة من تراب الجماعة، وفئات واسعة من السكان بعيدة عن أية ديناميكية حقيقية للتنمية.
أما على المستوى الاجتماعي فإن مؤشرات التنمية البشرية ظلت متدنية وهذا ما توضحه المعطيات المحلية و الإقليمية و الوطنية، وذلك بصفة خاصة بالنسبة لمستوى الصحة وانتشار الأمية ونسب التمدرس والتجهيزات الأساسية والخدمات الاجتماعية و الثقافية.
ولا شك أن البطالة كإشكالية وطنية هي اليوم أكبر هاجس يهيمن على نفسية المواطنين وهي سبب رئيسي لموجة القلق و الخوف من المستقبل التي تجتاح الغالبية العظمى من الأسر.
والواقع أن عجز برامج المتدخلين المتعاقبة عن وضع التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مسارها الصحيح هو قبل كل شيء نتيجة لضعف الإرادة السياسية في التغيير، وغياب نظرة طموحة و طويلة الأمد، متكاملة و متناسقة لتنمية الجماعة بسائر مكوناتها البشرية و الترابية، إرادة تسمح بتغييرات جوهرية في المجال المؤسسي، وفي فحوى البرامج المطبقة بما يتطلبه ذلك من تغييرات جوهرية في الاختيارات والأهداف. فضلا عن تصحيح مناخ التنمية، بحيث تصبح جميع العلاقات الإدارية منها والاجتماعية مبنية على الثقة المتبادلة بفضل إعادة الثقة للمواطن، والمصداقية لمؤسسة الجماعة.
إن فداحة الأزمة التي نواجهها وضخامة المجهودات المطلوبة تبرز أكثر من أي وقت مضى حاجة جماعتنا إلى مخطط تنموي كمشروع مجتمعي طموح بمكن من مواجهة التحديات المطروحة و يحد من تفاقمها نحو بناء جماعة ديموقراطية البنيات، تتعبأ فيها جميع الطاقات الحية لاستغلال مقدرات الجماعة، وفتح أبواب التقدم السريع لجميع فئاتها و جهاتها.
وهذا بالضبط ما تطمح إليه فعاليات المجتمع المدني، مشروع و مخطط تنموي يهدف إلى إرساء عدالة اجتماعية واقتصادية والتي تتوخى جعل الإنسان الرسموكي بؤرة العمل التنموي لكي تفتح أمامه الفرصة كاملة لممارسة جميع حقوقه. كما نتمنى أن تتعبأ جهود الجميع بدون استثناء من أجل بناء جماعة متطورة، متوازنة و متضامنة، بحيث يتمكن كل إخواننا و أخواتنا من أبناء و بنات رسموكة من تعبئة و تسخير سائر طاقاتهم، وإطلاق ملكاتهم الإبداعية في تشييد حاضر و مستقبل هذه الجماعة الحبيبة.
[center]أخوكم ابراهيم بورما