أهم معيقات تطور كرة القدم المغربية نحو الأفضل
كرة القدم المغربية أشهر من نار على علم من حيث التاريخ والمهارات والإنجازات القارية ...نحن كنا دائما من الأوائل وإن لم نحرز إلا على كأس إفريقية واحدة ...نحن أول من تأهل لكأس العالم في إفريقيا وأول من اجتاز الدور الأول وبامتياز وأول من طالب بتنظيم كأس العالم بإفريقيا وأول من شارك في كأس العالم للأندية وأول من أنتج حكما أدار نهاية لكأس العالم...لكن اللعبة حاليا تجد في طريقها معيقات كثيرة جعلتها تتجاوز الرتبة الثمانين حسب ترتيب الفيفا وسأكتفي هنا بثلاثة من هذه المعيقات على أهميتها
ـ عدم الاستقرار التقني لدى الأندية والمنتخب ...من بين ستة عشر فريقا نجد عشرفرق غيرت مدربيها إلى حدود الدورة الخامسة عشرة ومنها من غير أكثر من مدرب....إ...بهذا السلوك لن تتطور أنديتنا نحو الأفضل ...فالمدرب حين يعلم أن الحفاظ على منصبه رهين بالانتصارات تشوب عمله ثغرات منها أنه لا يهتم بالفئات الصغرى واكتشاف المواهب فتذهب جهود مدارس التكوين وما يصرف عليها من أموال طائلة سدى وتندرج بالتالي ضمن المؤسسات العقيمة كما أن المدرب المهدد لن يعير اهتماما لأخلاق اللاعبين فقد يغض الطرف عن بعض السلوكات المشينة وقد يتسامح في ذلك لأن اللاعب المعني يشكل قوة بالنسبة للفريق ولا يمكن الاستغناء عنه أو معاقبته ليكون عبرة لغيره من اللاعبين والناشئة بل قد يتجاوز الخط الأحمر ويتمادى في غيه وهو يعلم أنه بلا حسيب أو رقيب
إن عدم الاستقرار التقني يفتح المجال للتلاعبات وتبدير الأموال وخلق لصوص وسماسرة جدد ونقاشات عقيمة بين مكونات الفريق كما يخلق جوا من العداء بين الأعضاء والمنخرطين بدل أن يسود جو حميمي يساعد على التفكير السليم الذي يرقى بالفريق ويساعده على النمو...وكدليل على أهمية الاستقرار التقني من الواقع المعيش.... في الماضي كانت الفرق منجما للاعبين المهرة منها الطاس المزرعة وفرق أخرى أعطت عباقرة الكرة كبوعسة وفرس والزهراوي والسليماني وحميدوش وغيرهم والسر في ذلك أن فرقهم كانت تحتفظ بمدربيها سنوات طويلة...العربي الزاولي والطاس كليزو والجيش لخميري والمحمدية كنايير والمغرب الفاسي عبد الله السطاتي والنهضة .... وحاليا نلاحظ أن الفريقين المحتلين للرتبتين الأولى والثانية حافظا على مدربيهما رغم كل الطوارئ كما أن فريقا مغربيا آخر توج إفريقيا ينعم هو الآخر بالاستقرار التقني
ـ المعيق الثاني يتمثل في رداءة العشب ففي القسم الأول لا يسلم من ذلك إلا ملعب فاس وقد نضيف له ملعبا البيضاء والرباط أما في القسم الثاني والهواة فحدث ولا حرج ....فما هي الأضرار التي تنتج عن هذا العشب الرديء
ـ أولها تصيب اللاعب نفسه نفسانيا وعضويا ....فهو لا يستطيع أن يروض الكرة كيفما يشاء ولا أن يراوغ ويسدد كما يحلو له وأحيانا تذهب تسديدته إلى الشرط بدل المرمى فيشك في قدراته ويصبح عرضة للسب والتهميش وقد يغيب حتى عن التدريب خوفا من الجمهور الغاضب لأنه أفلت هدفا حاسما وجها لوجه مع الحارس يتحمل فيه العشب اللعين المسؤولية كاملة ....كما أن بعض اللاعبين قد يتعرضون لكسر أو ما شابه ذلك فيضع هذا العشب اللعين حدا لحياته الكروية وربما حلم الاحتراف كما وقع للعركوب لاعب جمعية الحليب سابقا حينما وقع في حفرة بملعب تيسيما كانت هي آخر مقابلة له في المغرب قبل أن يلج عالم الاحتراف بأوربا ....إ...فاللاعب من حقه كغيره من الرياضيين أن يعرض مهاراته دون أن يعير اهتماما للأرضية وماإلى ذلك ....فالعداؤون والملاكمون والمصارعون ورياضيوفنون الحرب وغيرهم يكتفون بعرض مهاراتهم دون أن يعيروا اهتماما لغير ذلك إلا لاعب كرة القدم المسكين
ـ ثاني الأضرار تصيب الجمهور سواء في المدرجات أو خلف الشاشة الصغيرة فكرة القدم رياضة جماعية لا بد أن تمرر بين الأرجل أكثر من مرات عديدة ولكن مثل هذا العشب اللعين يعيق ذلك ويجعلها كرة (اضرب أو اتبع) ونحن من حقنا كمستهلكين للمنتوج الكروي أن نرى كرة جميلة على عشب أخضر مثالي يشبه البساط أو عشب ملاعب الكولف كما هو الحال في البطولات الأوروبية ...لا كرة زاحفة بين اللاعبين كما تفعل الثعابين.....إ....يحاول اللاعب أن يجري بها وهي تقسم بأغلظ الأيمان ألا تتبعه وبذلك تتضرر النوادي من مداخيل الملاعب والإشهاروتكتفي القنوات الرياضية بنقل المباريات التي تجري على عشب جيد
ـ المعيق الثالث قانون الانخراط هو بمثابة مسمار يشد القدامى على كراسيهم إلى الأبد أو لوبي يتناوب على كرسي الرئاسة أو بمثابة طابع يلصق على جبين الرئيس مكتوب فيه رئيس مدى الحياة هو قانون لا يرحب بالعقول الشابة عقول التغيير.والرؤساء مدى الحياة يخترقون القانون بفضل القانون... لهم منخرطون على حسابهم الخاص يؤدون واجبات انخراطهم ليحاصروا كل دعاة التجديد وليبقى الرئيس رئيسا بأصواتهم المنزلة وحتى إذا تغير الرئيس يغير برئيس من مجموعته إلى أن يعود مستقبلا لما تهدأ العاصفة وأنتم تعرفون الرؤساء العائدون.كل هؤلاء الرؤساء مدى الحياة أو العائدون هم أصحاب الشكارة وأحيانا المال الحرام ومنهم من له مصالح انتخابية فقط وقليل منهم يتوفر على مستوى دراسي لا بأس به فمن أين يأتي التجديد والنماء ......لكي تضخ دماء جديدة تساعد على التغيير نحو الأفضل لا بد من إيجاد وسيلة للتصويت لا يجد المتلاعبون فيها ثقب إبرة للدخول منه وممارسة فسادهم ولابد من تحديد ولاية الرؤساء على الأقل.....إ
هذه هي المعيقات الأساسية الثلاثة التي ينبغي أن تعطاها أولوية العلاج قبل الشروع في مبادرات الإصلاح الأخرى إذا أردنا فعلا أن يكون مشروع الاحتراف القادم ناجحا وإلا فكأننا نصب الماء في الرمال أو نرسم على صفحة مياه البحر..... إ
الطاساوي الغيواني