لقد بات من المؤكد أن "البوليساريو"، التي ضاقت بها السبل إلى حد اليأس، أضحت تتصيد كل حادث عرضي لتشن حربها الشعواء ضد المغرب.
وهكذا، عمد صانعو دعاية "البوليساريو" إلى تضخيم حادث عادي وقع الأربعاء في مدينة العيون، ويتمثل في إطلاق شرطي لرصاصة من سلاحه عن طريق الخطأ، أصيب إثرها صديق له إصابة بليغة في رأسه أثناء جلسة لاحتساء الخمر، وتمادوا في تهويله إلى درجة أن جعلوا منه قضية سياسية.
لقد استغلت آلة التضليل الإنفصالي هذا الحادث العرضي، فأطلقت العنان للإدعاءات المغرضة والباطلة ضد المغرب، ساعية سعيا يائسا لإيهام من قد ينجر وراء ترهاتها بأن المغرب هو مصدر لكل الشرور، وتحويل الأنظار عن الفظاعات التي يرتكبها جلادو مخيمات تندوف في حق السكان المحتجزين، في إفلات تام من العقاب.
والحقيقة أن الحادث لم يقع في الشارع كما تريد الدعاية الانفصالية الترويج له، وإنما خلال جلسة خاصة بمقر سكن الشرطي بالحي الإداري بالعيون، حضر فيها صديق آخر كان شاهد عيان على ما وقع.
وقد تم نقل الضحية على وجه السرعة إلى مستشفى مولاي الحسن بن المهدي، حيث خضع لعملية جراحية لاستخراج الرصاصة التي أصابته، قبل أن يفارق الحياة بعد زوال اليوم الخميس.
وفتح بحث قضائي، واعتقل المشتبه فيه من قبل الشرطة، التي أوقفت أيضا تلميذا متدربا بمعهد للمعلوميات.
واليوم، عمد انفصاليو "البوليساريو" إلى توظيف هذا الحادث لأغراض سياسية دنيئة دون وخز ضمير أو احترام لروح الضحية ولعائلته التي لم تندمل جروحها بعد جراء فقدان إبنها.
ويندرج هذا التوظيف الجديد لحادث عرضي لأغراض دعائية في سياق الانزلاقات الإعلامية السابقة لإنفصاليي "البوليساريو" وبعض وسائل الإعلام الاسبانية، المتمثلة في الاستغلال المخزي والدنيء لصور أطفال بغزة وأخرى لجريمة قتل وقعت بالدارالبيضاء في يناير الماضي، وتقديمها على أنها صور لضحايا سقطوا خلال تدخل السلطات المغربية لتفكيك مخيم "اكديم إزيك" في 8 نونبر الماضي.
ويتضح من كل ذلك، أن الانفصاليين باتوا متفننين في التزييف المجاني لحقيقة ما فتئت تتأكد يوما بعد يوم.
و م ع
في الصورة زعيم الانفصاليين ع العزيز المراكشي