لعل أهم سنة دينية تحظى باهتمام المغاربة بشكل لافت ويحاولون تأديتها مهما كانت الأحوال ، هي اضحية العيد ، سنة ثابتة منذ عهد سيدنا ابراهيم إلى يومنا هذا ، لكن هذه السنة المحمودة انحرفت عن مغزاها الديني ، لتصبح لدى أغلبية المغربة ضرورة اجتماعية ، تجعل معظم الأسر تلجأ الى طرق مختلفة قصد توفير كبش العيد ، ولو عبر المرور من "مشنقة" السلف ، تفاديا لمشاكل قد يتعرض لها رب الأسرة مع العائلة و الزوجة و الأبناء ، وكل المحيطين به .
شركات السلف ترى في عيد الأضحى فرصة مواتية لتراكم أرباحا مهمة ، لتحتل اعلاناتها كل مكان تحمل عبارات تدغدغ جيوب المواطنين ، امثال : "لتكتمل الفرحة " أو "كن قافز معانا ديما فايز " وغيرها كثير ، فالمواطن أمام قدرته الشرائية المتهالكة أصلا لا يجد بدا من التوجه الى أقرب شركة للسلف لتسلم قرض يِؤمن به كبش العيد ويتفادى به نظرة العائلة و الأبناء ، تكون أكثر قساوة عليه من تبعات السلف ، تبعات تصاحبه حتى حلول العيد القادم .
قروض شركات السلف لا تخلو من خدع في الغالب ، فكم من شركة سلف تعلن أن قرضها مجاني أي بصفر فائدة لتتحايل على المستهلكين ، الذين لا يبدون الرغبة في الاقتراض لأسباب دينية ، لكن الحقيقة ان لا وجود لقرض دون فائدة ، انما الشركات توه الزبون لا غير ، فمصاريف الملف و بعض العمولات تخرج القرض من المجانية المعلنة ، غير ذلك من الحيل التي تلجأ اليها الشركات لإستقطاب اكبر عدد من الزبائن .
وأمام مواطنين يشكل لديهم الاقتراض نوع من الادمان ، ولن يعانق كبش العيد إلا بأموال شركات السلف ، نجد مواطنين يرفضون هذا النوع من المعاملات وأمثال هذه الحلول ويعتبرون ذلك مخالف لمقاصد الشرع الحنيف ، ولن يعرضوا أنفسهم لإرتكاب كبيرة الربا لأجل سنة ليست بواجب الا على من استطاع ، ويستحضرون قوله تعالى :"لا يلكف الله نفسا الا وسعها "
كتبها محمد الكراح يوم 07/11/2010