[color=red]من خلال الحوار الذي جائت به الاخت نادية مشكورة ، اليكم هذا الاجتهاد المتواضع لوضع ترجمة للعلامة صالح الصالحي احد ابرز الفقهاء الذين تعاقبوا على تدريس العلوم الشرعية بالمدرسة العلمية العتيقة دو ادرار بين 1975 و1991 .
هو الفقيه الأديب العلامة سيدي صالح بن عبد الله الإلغي الحائز على الجائزة التكريمية التنويهية للفكر والدراسات الإسلامية التي تنظمها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والتي سلمها إلى الفائز
أمير المؤمنين بمناسبة إحياء ذكرى عيد المولد النبوي بمراكش 1428هـ\2007.
حفظ القرءان الكريم بقريته في زاوية دو كادير إلغ على يد ثلاثة أساتذة أجلاء وهم سيدي امحمد الطالبي السملالي، سيدي محمد اولحسن تيدلي السملالي وثالثهم سيدي عبد الله أو حمد السملالي وهو من عائلة الأستاذ الأول. وقد تمكن من حفظ القرءان برواية ورش في السنة الثانية عشرة من عمره حيث انخرط في الكتاب في السن الخامسة .
و بعد ذلك مباشرة عكف على حفظ المتون حوالي ستة أشهر بمنزله بقرية إلغ وذلك بعناية والده سيدي عبد الله بن محمد الإلغي.
بعد حفظ القرءان توجه إلى المدرسة الوفقاوية حيث افتتح العلوم على يد شيخها إذ ذاك المرحوم سيدي أحمد اليزيدي وذلك سنة 1935 وقد قضى هناك عامين.
والشيخ الثاني من العلماء الذين أخذ عنهم هو التجرمونتي وقد لازمه مدة عام واحد وذلك بمدرسة أيت وافقا .
انتقل إلى مدرسة أيمور التي مكث فيها سنتين حيث كان والده حينئذ هو الذي يقوم فيها بأعمال التدريس.
بعدها رجع إلى الشيخ اليزيدي بالمدرسة الجشتمية حيث قضى ثلاث سنوات.
وجلس للعلم في المدارس الثلاث: الوفقاوية والأيمورية والجشتمية . والمدرسة الجشتيمية قضى فيها أطول مدة حيث قضى فيها ثلاث سنوات ونصف. وبذلك يكون مجموع المدة التي قضاها في الجلوس للعلم ثماني سنوات ونصف. وفي حفظ القرآن حوالي خمس سنوات…
بهذه المدارس درس علوم العربية و مختلف العلوم التي يعتني بها في المدارس العتيقة، وعلى يد هؤلاء ألأساتذة الأجلاء نال حظه من تلك العلوم .
بعد الانتهاء من الدراسة انتقل إلى التدريس وسنه 21 سنة حيث أخذ يدرس في مدرسة تاسريرت التي قضى فيها أربع سنوات نيابة عن والده و سنتين أخريين مستقلا بالمشارطة.
ومن هذه المدرسة انتقل إلى تازموت التي أمضى فيها ثلاث سنوات والسنة الأولى كانت بالنيابة عن والده ، ثم انتقل إلى المدرسة الإغشانية التي أمضى فيها أربع سنوات ثم الجشتمية التي مكث فيها عاما ثم إكضي الذي قضى فيه ثلاث سنوات، ثم إلى الغشانية مرة أخرى حيث قضى سنتين فإلى مدرسة أيمور التي قضى فيها عامين ومنها انتقل إلى مدرسة أكلو التي درس فيها سنتين قبل أن يعود إليها بعد أن قضى عاما في المدرسة الإلغية. وهذه المرة مكث حوالي خمس سنوات في مدرسة أكلو الوجاجية.
ومن هذه المدرسة انتقل إلى مدرسة رسموكة سنة 1975 التي زاول فيها التدريس إلى غاية 1991 فمدرسة سيدي امحمد الشريف بالأخصاص التي قضى فيها عامين.
والآن يدرس بمدرسة تيزنيت العتيقة بالإضافة إلى التدريس في الكراسي العلمية.
بدأ يزاول التأليف منذ 1951 م 1370 هـ حيث ألف في فن العروض، وظل هذا التأليف مخطوطا إلى أن طبع سنة 2001 تحت "اسم إتحاف الجيل بزبدة علم الخليل". لكن هذا التأليف لم يكن أولى مصنفاته المنشورة إذ كان أول ما نشره في علم الفرائض سنة 1990 م 1410 هـ وقد سميت هذا التأليف ب "دليل الفارض ومفتاح الفرائض".
من علم الفرائض انتقل إلى علم النحو حيث ألف كتابا أسماه " الحقائق المكللة بإعراب وتصريف بعض الأمثلة " و يعتبر هذا التأليف بمثابة مدونة لتعريفات مختلفة لمصطلحات الإعراب تكون غالبا في شكل منظوم. وقد اعتاد فقهاء المدارس العتيقة السوسية على توجيه الطلبة إلى حفظ هذه التعريفات بمجرد الابتداء من دراسة الأجرومية. كما يضم هذا التأليف كذالك تعليقات إضافية على تلك الحقائق يستفيد منها المبتدئون من طلبة العلم وفيه أيضا نظم على الأجرومية سماه بالدرة الإلغية.
وفي سنة 1998 تمكن من نشر كتاب "المدرسة الأولى" وهو عبارة عن وصف لطريقة التعليم الأولي بالمدارس القرءانية السوسية، إلا أنه كثيرا ما يميل فيه إلى وصف ما اعتاده أهل قريته إلغ بسب معايشته لهم ومعرفته بما كانت عليه أحوال التعليم عندهم في الماضي.
ولا يخفى في هذا التأليف انه اقتفى أثر العلامة المختار السوسي الذي كان رائدا في التأريخ لسوس عموما ولمنطقة إلغ على وجه الخصوص.
سنة 1999 نشر كتاب آخر حول فن التوقيت وأسماه " المنقع بتحقيق المطلع على مسائل المقنع " والمطلع هو الشرح الصغير لمنظومة الشيخ محمد بن سعيد المرغتي السوسي في التوقيت.
وأخيرا في بداية سنة 2007 نشر كتابين : أولهما في فن المبنيات وسماه " شرح ملخص البناء في الحروف والأفعال والأسماء " ويهتم هذا التأليف بالمبني وعلله ويناقش صحة بعض العلل التي يأتي بها النحاة في ذكر الأسباب التي جعلت بعض الأسماء والأفعال مبنية.
أما التأليف الثاني فهو من الردود الفقهية، كتبه منذ 1983 للرد على المرحوم سيدي عبد الحي بن محمد بن الصديق في شأن إقامة الجمعة بقرية إماوون بقبيلة أيت باها . وقد نشره بناء على رغبة بعض الإخوان الذين ألحوا عليه ليستفيد منه الناس .
هو الآن بصدد إنجاز تأليف آخر حول المقدمة الجزولية في النحو للشيخ أبي موسى الجزولي. وسيهتم هذا العمل فقط بالجزء الأول من هذه المقدمة أو ما أسماه بفاتحة المقدمة. اهتمامه بهذا الجزء من مقدمة الجزولي يرجع إلى موضوعها المتصل بفن المنطق. وهذا لا يعني أن الجزولي رحمه الله يخلط بين الفنون في تأليف واحد وإنما أتى بتلك القضايا ليجعلها وسيلة إلى مقصوده وهو على ما يقال إشارة على الرد على الزجاجي في أول جمله.
ولما رأى ذلك يحتاج إلى شرح بدأ في وضع تقارير له. و سماها " الخمائل الحريرية على فاتحة الجزولية"
ولديه مخطوطات أخرى حررها منذ مدة مثل رسالة في بيع الثنيا.
ويعمل مع مجموعة السادة العلماء بالمجلس العلمي الإقليمي لتيزنيت في تحقيق كتاب" مرشد المبتدئين إلى معرفة ألفاظ الرسالة القيروانية" لسعيد بن سليمان أكرامو الجزولي السوسي المتوفى سنة 882 هجرية