[من نعم الله على الساكنة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حافلة تأتي من تزنيت
يركبها الغني و الفقير ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ والطفل و الفقيه و الشرير
رقمها في رسموكة عمَّ و انتشرْ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وهو بالتحديد اثنا عشرْ
شعبية تسع للمــئات ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وكل راكب من فجٍّ آت
منذ دخولها الى الإقليم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ قد يسّرت نقلاً على العموم
عدوة الطاكسي اذا مرت بها ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لأنها قد جمعت ركابها
ان تركب الطاكسي فنصف راكب ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سائقها يدفع من بالجانب
وفي الوراء تعصر الأجسام ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وبالخصوص ان هم ضخام
صانعها خصصها لخمسة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ والأدنى عندنا ركوبها سبعة
وإن ترد ركوبها فارفعنْ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يدك للسائق ثم اسرعنْ
نصفك في الأرض والنصف الآخر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ معلق بالباب ينتظر
متى ترمي بالجسم نحو الداخل ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ فلتحذرن قوة الفرامل
بعد الصعود فاطلبن تذكرة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لكي تعد من كرامٍ بَرَرة
صغيرة الحجم مثل التميمية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ومن أضاعها أدى الغرامة
ان لم تعط الفلس لميكائيل ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عند نزولك تجد عزرائيل
من كان حظه قويا أسعدا ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يجد من بين الركاب مقعدا
ان لم تجده فاذعن للوقوف ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وعامل الركاب بالمعروف
وامسك لسانك عن العيوب ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ واليد بالمقبض كالمصلوب
وبعض الأحيان يقل الأوكسجينْ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وتخنق النفس كأنك سجينْ
ان تظن الصفاء في القلوب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ فاحذرن جراحي الجيوب
أعمالهم تنشط في الزحام ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ جراحهم تمتد للعظام
سيما اللصوص تبدو للألباب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ في العين و الحديث و الثياب
فعلهم القبيح فن مُلهمُ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وقل منهم من يسمع أو يفهمُ
لا حول للركاب ان هم شاهدوا ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ طائفة من اللصوص صعدوا
ان قلت للسائق هذا منكرُ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لص يجول بيننا لا ينهرُ
يقول : ان دوري في الطريق ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وفتح الأبواب مع الإغلاق
أنا بنفسي مثلكم مهدد ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كم لصوص بالشر قد توعدوا
موقفها يعج بالنفوس ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ و الشمس تنزل على الرؤوس
لا يوجد الظل و لا المقاعد ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الا الفضاء الأديم الأسود
وقد يطول المكث بالمكان ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اذا تأخرت عن الزمان
ان حضرت تحاط بالأفواج ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ من المسافرين كالأمواج
كم كسوة تقطع أو نعال ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ صاحبها إذ ذّاك لا يبالي
قبل انطلاقها تترى حشود ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ من الصعاليك و هم صعود
بين سلاسل في الأعناق وسراويل قصَّرِ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وغالبا ما ينزلون بالمعدر
تبادل السب و فحش القول ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بلا ضمير و احتكام العقل
وقلما تخلو من المعارك ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كأنك في ملعب الزمالك
محمد الكراح