[b]مسكين هو الواطن امام أطماع الرأسمالية المتوحشة ، يظهر هذا في هذا الكم الهائل من الاشهارات التي تعمل المؤسسات البنكية هذه الايام على بثها في قنواتنا التلفزيونية ونشرها على صفحات الجرائد وعلى أثير الإذاعات بمناسبة اقتراب عيد الاضحى المبارك بغية جلب أكبر عدد من الزبائن المغلوبين على أمرهم . هذه المؤسسات غرضها الاول و الاخير هو الربح بغض النظر عن ظروف و أحوال زبائنهم.
فالموظف المغربي العادي بالكاد يكفيه راتبه الشهري على شراء الأضحية ، وتبقى الضروريات الأخرى في مهب الريح ، ان لم يلجأ الى الاقتراض من هذه البنوك خاصة و ان أجور هؤلاء الوظفون لن تصرف الا قبل العيد بيومين ، اين هذا من النظام البنكي الاسلامي ، اين هذا من روح التضامن الذي يتغنى به عدد كبير من المغاربة خاصة في بعض المحافل الدولية .
انه عين الاستغلال في أبشع صوره ، إنه من أجلَ صور الرأسمالية المتوحشة التي تنبني اساسا على النفع المادي مهما كان مصدره و شكله ، ولو على حساب الكرامة الانسانية .
انه عيد التناقضات التي نسقط فيه كل مرة ، بسبب انحرافنا عن روح الاسلام و عن القيم السامية التي سعى الى تثبيتها في المسلم من خلال هذه المناسبات ، و تاتي بدرجة مهمة قيمة التضامن ، تضامن الغني مع الفقير تضامن الأسر و العائلات فيما بينها و تضامن اصحاب الاموال مع ذوي قلة ذات اليد .
ولما ابتعدنا عن المبتغيات و الأهداف التي أراد الشارع الحكيم ان تتحقق في مثل هذه المناسبات نسقط مرارا في عيد كله تناقضات.
كتبها محمد الكراح يوم 05/11/2010